في لحظة حاسمة من التاريخ العربي المعاصر، تحوّلت مدينة سرت الليبية إلى مركز قرار استراتيجي، حيث شهدت يوم الجمعة 14 جوان 2025، اجتماعًا استثنائيًا بين وفد حكومي ليبي رفيع وتنسيقية قافلة "الصمود"، التي تتهيّأ لعبور الأراضي الليبية نحو معبر رفح، بهدف كسر الحصار الخانق على قطاع غزة.
مقالات ذات صلة:
🔴 قافلة الصمود محاصَرة قرب سرت: تشويش، عزلة ومخاوف إنسانية! 🔴
تونس تتحرّك: وقفات شعبية السبت دعمًا لـ"قافلة الصمود" وتنديدًا بالعدوان على غزة
"قافلة الصمود" متوقفة عند مشارف سرت.. والمنظمون يطالبون بالسماح بالمرور نحو معبر رفح
الاجتماع، الذي ترأسه وزير الخارجية والتعاون الدولي الدكتور عبد الهادي الحويج، بحضور وزراء الداخلية والصحة والشؤون الاجتماعية، وقيادات عسكرية وأمنية، إلى جانب القنصل العام لدولة فلسطين، وضع خارطة طريق دقيقة لدعم القافلة من الناحية اللوجستية والإنسانية والدبلوماسية.
مواقف حاسمة: "لا تطبيع... ولا تراجع"
وزير الخارجية الليبي لم يكتفِ بالتعبير عن دعم بلاده، بل أطلق مواقف نارية، مؤكداً أن "فلسطين ليست قضية موسمية بل التزام وطني ليبي لا يقبل المساومة"، مذكراً بقرار مجلس النواب الليبي الذي يجرّم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. كما شدد على أن الدولة الليبية ستواصل التعامل مع الفلسطينيين على قدم المساواة مع الليبيين في كافة المجالات.
عزلة مؤقتة ومفاوضات دقيقة
ورغم الطوق الأمني المفروض على المخيم منذ 12 جوان، وإجراءات التشويش على الاتصالات، تمكّن الوفد من تفعيل قناة تواصل مع أعضاء التنسيقية، حيث جرى نقاش حاسم حول شروط العبور، أبرزها التنسيق مع السلطات المصرية التي اشترطت تقديم مطالب رسمية عبر القنوات الدبلوماسية.
موقف فلسطيني مشرف: "ليبيا على العهد"
من جانبه، عبّر القنصل الفلسطيني عماد العتيلي عن امتنان القيادة الفلسطينية، مشيداً بـ"الوفاء الليبي" الذي لم يتزحزح رغم المتغيرات الإقليمية. كما ثمّن مبادرة تنظيم مسيرة حاشدة يوم 15 جوان تأييدًا لصمود غزة.
نقطة تحول إقليمية؟
وسط التصعيد المتفجر في الشرق الأوسط، تعيد ليبيا تموقعها في قلب المعادلة الفلسطينية، من خلال دعم شعبي ورسمي يكتسب زخماً متصاعداً. وفي وقت تتردّد فيه بعض العواصم، تُثبت طرابلس من جديد أن القضية الفلسطينية لا تزال بوصلتها الأخلاقية والسياسية.
فهل تتحول سرت إلى بوابة انتصار رمزي جديد لفك الحصار؟ الأيام القادمة وحدها تحمل الجواب.