غزة – الخميس 15 ماي 2025 – تقرير خاص
في يوم دموي جديد يضاف إلى سلسلة المجازر بحق الشعب الفلسطيني، استشهد عدد من المواطنين، بينهم نساء، في قصف عنيف شنّته طائرات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الخميس على منازل وخيام للنازحين في مناطق متفرقة من قطاع غزة، وسط تصاعد خطير في الوضع الإنساني وانهيار شبه تام للخدمات الطبية.
■ القصف يطال الخيام والمنازل... والضحايا بالعشرات
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن القصف استهدف مناطق بلدة الفخاري شرق خان يونس ومحيط المستشفى الأوروبي، حيث لا يزال العدوان متواصلاً بشكل عنيف، ما أدى إلى سقوط عدد غير محدد من الشهداء والجرحى.
وأكدت الوكالة أن النساء والأطفال من بين الضحايا، وأن عشرات العائلات ما زالت محاصرة داخل منازلها وسط انقطاع تام للاتصالات، ما يجعل الوصول إليهم أو معرفة مصيرهم شبه مستحيل في الوقت الراهن.
■ المستشفيات تستغيث: الجرحى بالمئات والطواقم عاجزة
قال مصدر طبي في غزة إن المستشفيات تشهد تدفقًا غير مسبوق للمصابين، في ظل نقص فادح في الطواقم والمستلزمات.
"نستقبل مئات الجرحى دفعة تلو الأخرى، وغالبيتهم في حالات خطرة. غرف العمليات ممتلئة، والإمكانات لا تسمح بالتعامل مع هذا العدد الكبير"، أضاف المصدر.
وأشار إلى أن أعداد الشهداء مرشحة للارتفاع بسبب خطورة الإصابات، وغياب التجهيزات الضرورية، خصوصًا في المناطق الجنوبية التي تتعرض لقصف مكثف.
■ الاتصالات مقطوعة... والمصير مجهول
وفي مشهد ينذر بكارثة إنسانية، انقطعت شبكات الاتصال بالكامل عن مناطق واسعة في خان يونس، ما يعني أن عشرات العائلات عالقة تحت الأنقاض أو محاصرة داخل منازلها دون أي وسيلة للنجدة.
ويقول أحد سكان المنطقة في تسجيل صوتي تمكّن من إرساله قبل انقطاع الاتصال:
"نسمع أصوات القصف تقترب أكثر وأكثر... لا نعرف من يعيش ومن مات، لا كهرباء، لا ماء، لا اتصالات، نحن نُدفن أحياء".
■ صمت دولي مقابل جريمة مستمرة
رغم فظاعة المشهد، لم يصدر أي موقف دولي حازم يُدين التصعيد، في حين دعت منظمات حقوقية إلى تحقيق فوري وشفاف في هذه الجرائم المتواصلة بحق المدنيين، واعتبرتها "جريمة حرب مكتملة الأركان".
الخميس 15 ماي، في الذكرى السنوية للنكبة، يكرر التاريخ نفسه بأبشع صوره: شعب يُقصَف ويُحاصَر، والعالم يكتفي بالمشاهدة. فإلى متى يظل الدم الفلسطيني مباحًا؟
