حين تتوقف أصوات القذائف ويهدأ ضجيج الحرب تبدأ المرحلة الأكثر تعقيدا في أي صراع ألا وهي العودة إلى ما قبل الدمار أو على الأقل محاولة استعادة ما يمكن إنقاذه، غير أن في غزة هذه العودة ليست مجرد إعادة بناء للحجر، بل صراع وجودي ضد مشروع تهجيري طويل الامد بدأ منذ عقود وتفاقم بعد حرب استمرت أكثر من خمسة عشر شهرا وانتهت باتفاق وقف إطلاق نار يطرح من الأسئلة أكثر مما يقدم من الإجابات، فإلى أين يعود سكان غزة بعد أن تحولت مدنهم إلى أطلال؟ وهل الاتفاق الذي وقع في جانفي 2025 يشكل بوابة لعودة فعلية أم أنه مجرد هدنة تكرس واقعا جديدا؟