أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا وتصعيد الضغط لإنهاء الحرب في أوكرانيا غضب الساسة الروس، بمن فيهم مسؤولون بارزون وقوميون مؤثرون. وصف البعض هذه التهديدات بأنها "مهينة" و"غير قائمة على معلومات سليمة"، معتبرين أنها تعرقل فرص التوصل إلى اتفاق سلام.
مقالات ذات صلة:
أسواق الأسهم الأمريكية تزدهر وسط تصريحات ترامب واستثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي
ترامب يهدد بوتين: اتفاق أو عقوبات باهظة قد تعصف بروسيا!
ترامب يلوّح بالعقوبات ويخطئ في التاريخ
في تصريحاته الأخيرة، هدد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية وجمركية على روسيا وحلفائها، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الروسي "ينهار". كما حاول التوازن في خطابه بالإشارة إلى دور الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية، لكنه أخطأ في تقدير عدد الضحايا، زاعمًا أنهم بلغوا 60 مليونًا، في حين تؤكد المصادر الروسية الرسمية أن العدد بلغ 26.6 مليون.
ردود فعل رسمية روسية
* الكرملين يقلّل من أهمية التهديدات
المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قال إن تصريحات ترامب لا تحتوي على شيء جديد، مشددًا على أن روسيا مستعدة دائمًا للحوار القائم على الاحترام المتبادل. كما أكد على مساهمة الاتحاد السوفييتي الكبرى في الانتصار على ألمانيا النازية، مذكّرًا بخطأ ترامب في أرقام ضحايا الحرب.
* انتقادات من مجلس الاتحاد الروسي
قسطنطين كوساتشيف، نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، قال إن تصريحات ترامب تكشف عن فهم محدود لأسباب الصراع في أوكرانيا ومساره الحالي، مضيفًا أن هذا الفهم "يثير القلق والأسف".
غضب شعبي ومدونات الحرب
مدونو الحرب الروس المؤثرون، الذين يعملون تحت إشراف رسمي، أبدوا غضبهم تجاه تهديدات ترامب، واعتبروا أن مواقفه المتشددة تجعل إحلال السلام في أوكرانيا أمرًا مستبعدًا.
سيرجي ماركوف، المستشار السابق للكرملين، صرّح بأن تصرفات ترامب تُظهر أنه غير قادر على إحلال السلام في أوكرانيا، مشيرًا إلى تناقض تصريحاته مع الواقع السياسي.
هل تقوّض تصريحات ترامب فرص السلام؟
بينما يتحدث ترامب عن "اتفاق قريب" لإنهاء الحرب، يرى مراقبون روس أن هذه التصريحات تزيد من التوتر بدلاً من تهدئته. ومع عدم وجود أي مطالب لوقف التصعيد من الجانب الأوكراني في تصريحاته، يتساءل البعض عن مدى جديته في تحقيق تسوية شاملة للنزاع.
تصريحات ترامب الأخيرة تعكس توجهًا أكثر حدة في التعامل مع الأزمة الأوكرانية، لكن الانتقادات الروسية تظهر أن هذه التهديدات قد تعقّد المشهد السياسي بدلًا من تسهيله. ومع تمسك الكرملين بمواقفه، يبقى التساؤل حول ما إذا كانت هذه الضغوط ستدفع الطرفين نحو طاولة المفاوضات أم ستعمق الهوة بينهما.
