في مشهد صادم لأنصار النادي الإفريقي، اختتم المدرب دافيد بيتوني موسمه مع الفريق بهزيمة قاسية وثقيلة بثلاثية نظيفة أمام الاتحاد المنستيري، في الدور ربع النهائي لكأس تونس. هزيمة لم تكن فقط عددًا في لوحة النتائج، بل كانت عنوانًا لفشل موسم كامل، خرج فيه الفريق خالي الوفاض من كل الرهانات.
النادي الإفريقي، الذي كان يحلم في بداية الموسم بمشاركة إفريقية ومكان في نهائي كأس تونس، وجد نفسه اليوم في المركز الرابع، خارج حسابات القارة وخارج المدار المحلي، بعد إقصاء مرّ منذ ربع نهائي الكأس، ونتائج لم تُلبِّ طموحات الجماهير ولا تاريخ النادي العريق.
لكن الصدمة الأكبر لم تكن في النتيجة فقط، بل في الصورة التي تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة البرق: المدرب بيتوني، لحظات بعد الهزيمة، يضحك ويعانق مدرب الفريق المنافس على أرضية الميدان، دون أن تظهر عليه أي علامات حزن أو انزعاج، وكأن شيئًا لم يحدث، وكأن النادي الذي خسر لتوّه هو نادٍ لا يمثّله.
صورة واحدة كانت كافية لإشعال الغضب في صفوف جماهير الأحمر والأبيض، الذين اعتبروا ضحكة بيتوني "إهانة" لا تغتفر، و"لا مبالاة" صارخة تجاه تاريخ الفريق وألمه الجماهيري. فهل كان هذا المشهد تلخيصًا لفلسفة مدرب لم يعش يومًا نبض الحديقة "أ"؟ أم أن الابتسامة كانت فقط نهاية علاقة انتهت منذ أسابيع، لكن الإعلان عنها جاء اليوم بثلاثة أهداف في الشباك؟
النهاية واضحة... الإفريقي يُغادر الموسم مجروحًا، والمدرب يغادر ضاحكًا.
تصريح دافيد بيتوني:
"السنة لعبنا عالألقاب حتى لآخر أفريل.. هذي حاجة المفروض تفرّح بعد سنين من الحزن."
تصريح بيتوني، الذي جاء بعد موسم مخيّب انتهى بهزيمة بثلاثية نظيفة ومرتبة رابعة في جدول الترتيب، يكشف انفصامًا واضحًا بين واقع النتائج وطريقة تقييمه للأداء. المدرب اختار أن يجمّل صورة موسم باهت عبر التركيز على "المنافسة على الألقاب حتى أفريل"، متغافلًا عن أن التاريخ لا يُخلّد من اقترب، بل من فاز، ولا يرحم من اكتفى بالحضور دون إنجاز.
الحديث عن "موسم إيجابي" فقط لأن الفريق كان نظريًا في سباق الألقاب حتى شهر أفريل، لا يصمد أمام ميزان نادٍ بحجم النادي الإفريقي. الجماهير التي اعتادت على منصات التتويج لا ترى في المرتبة الرابعة ولا في الخروج من ربع نهائي الكأس أي مظهر من مظاهر "الفرح". بل على العكس، ترى في التصريح تبريرًا ساذجًا وتهوينًا من مرارة موسم آخر يُضاف إلى سلسلة من الإخفاقات.
وفي حين ينتظر الجميع من مدرب الفريق الاعتراف بالفشل وتحليل الأسباب بشجاعة، اختار بيتوني أن يزرع وردًا على أرض محترقة... لكن لا الورود تُخفي الحريق، ولا التبريرات تُرمّم ما تهدّم.