تقرير خاص – توانسة
في مشهد مأساوي يكشف عن وجع النزوح الإفريقي ومآسي الهجرة القسرية، أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي – فرع الكفرة، اليوم الخميس، عن وفاة 11 نازحًا سودانيًا، بينهم نساء وأطفال، بعد أن تاهوا في صحراء جنوب ليبيا إثر تعطل سيارتهم وسط ظروف مناخية وجغرافية قاسية.
عطش قاتل… وحياة على حافة الموت
بحسب البيان الرسمي للجهاز، فإن الحادثة وقعت بعد تعطل سيارة تقلّ مجموعة من النازحين السودانيين، كانوا في طريقهم لعبور الصحراء الليبية الشاسعة نحو منطقة أكثر أمنًا. ومع انقطاع الاتصال وتعذّر الحركة، تقطّعت بهم السبل تحت شمس حارقة وبلا ماء.
وأكد الجهاز أنه تم العثور على 11 جثة في حالة جفاف تام، فيما تمكّن فريق الإنقاذ من إغاثة 15 ناجيًا نُقلوا على وجه السرعة لتلقي الإسعافات الطبية العاجلة.
صحراء الكفرة... معبر الأحلام والقبور
تقع مدينة الكفرة في أقصى جنوب شرق ليبيا، وتُعد واحدة من أخطر ممرات الهجرة غير النظامية القادمة من السودان وتشاد والنيجر باتجاه الشمال الليبي ثم السواحل المتوسطية.
غير أن هذه المسارات الصحراوية غالبًا ما تتحول إلى مقابر جماعية صامتة، حيث يلقى مئات المهاجرين والنازحين حتفهم سنويًا بسبب العطش، الجوع، أو الوقوع في أيدي عصابات التهريب.
مأساة نازحين… وسؤال في وجه الضمير الإنساني
حادثة اليوم تعيد إلى الواجهة الأسئلة الإنسانية المعلّقة:
- إلى متى ستظلّ الصحارى العربية مقابر مفتوحة للنازحين؟
- وأين هي المنظومة الدولية لإنقاذ الضحايا قبل فوات الأوان؟
من جهة أخرى، تتواصل دعوات النشطاء والمنظمات الحقوقية إلى ضرورة تأمين ممرات إنسانية آمنة، وإقامة مراكز استقبال تتوفر فيها شروط الحياة الكريمة، بدل ترك آلاف النازحين فريسة الموت في مسارات الهروب من جحيم الحرب.
🕯️ الضحايا المجهولون في الجنوب الليبي ليسوا أرقامًا... بل وجوهًا أنهكها الخوف والظمأ، في صحراء لا ترحم.
📌 "توانسة" تواصل تغطية ملف النزوح الإفريقي على الحدود الجنوبية لليبيا والمنطقة المغاربية.