أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الاثنين 29 ديسمبر 2025، استشهاد ناطقها العسكري المعروف باسم "أبو عبيدة"، واسمه الحقيقي حذيفة سمير الكحلوت، الرجل الذي تحوّل خلال عقدين إلى رمز إعلامي للمقاومة الفلسطينية، رغم أن ملامحه لم تُكشف يومًا.
منذ توليه منصب الناطق باسم الكتائب عام 2002، كان أبو عبيدة هدفًا دائمًا لجيش الاحتلال الذي حاول اغتياله مرارًا خلال الحروب السابقة. ومع ذلك، بقي صوته حاضرًا في كل مواجهة، يعلن المواقف ويحدّد اتجاهات المواجهة، دون أن تُكشف تفاصيل حياته أو وجهه، ليصبح رمزًا للصمود والمقاومة.
ووصف الناطق العسكري الجديد للكتائب سلفه بأن كوفيته الحمراء أصبحت أيقونة لكل أحرار العالم، وأنه "الملثم الذي أحبه الملايين". مصدر مقرّب من المقاومة أكّد أن شخصية أبو عبيدة معروفة في نطاق مخيمه وجيرانه والمسجد الذي يصلي فيه، وأن اسمه وصورته كانت متداولة منذ عام 2014، مشيرًا إلى أن اللثام ليس مجرد وسيلة للتخفي، بل رمز للمقاومة وإنكار الذات، وإبراز هوية الجماعة على حساب الفرد.
منذ ظهوره مطلع الألفية الثانية، رسّخ أبو عبيدة مكانته كرمز إعلامي يتجاوز الصورة، بخطاب يجمع بين الرسالة العسكرية والأثر النفسي والإعلامي، مخاطبًا الفلسطينيين والعالم في أصعب لحظات الحرب. وفي كل مواجهة على غزة، كان ظهوره حدثًا بحد ذاته، إذ مثّل نموذجًا لخطاب يقاتل بالكلمة كما يقاتل بالسلاح، محافظًا على جذوة الصمود مشتعلة.
ولد الكحلوت في بلدة "نعليا" قرب عسقلان المحتلة، قبل أن تنتقل عائلته إلى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وحصل على درجة الماجستير من جامعة الأزهر بغزة عام 2013. ورغم حضوره الإعلامي الطاغي، حافظ على خصوصيته بعيدًا عن الأضواء، وهو أب لأربعة أبناء: ليان، منة الله، يمان، وإبراهيم.
استشهاد أبو عبيدة يترك فراغًا إعلاميًا وعسكريًا في صفوف كتائب القسام، ويؤكد مجددًا الدور الرمزي الذي لعبه في تشكيل صورة المقاومة الفلسطينية أمام العالم.
