أسدل نجم الكرة التونسية وهبي الخزري، مساء الجمعة 12 ديسمبر 2025، الستار على مسيرة كروية حافلة امتدت قرابة خمسة عشر عامًا، معلنًا رسميًا اعتزاله اللعب، بعد رحلة احترافية تنقّل خلالها بين أبرز ملاعب فرنسا وإنقلترا، وكتب اسمه بأحرف بارزة في تاريخ المنتخب الوطني التونسي.
الخزري اختار أن يعلن قراره في لحظة صادقة عبر قناة كانال+ الفرنسية، قائلاً:
«لقد حان الوقت للإعلان عن نهاية مسيرتي الكروية… كرة القدم شغف أعطيتها الكثير ومنحتني أيضًا الكثير… أشكر كل من شاركني هذه الرحلة، وأشكر تونس التي منحتني شرف المشاركة في كأس العالم مرتين… دون تونس، لم يكن ذلك ممكنًا».
مسيرة دولية بالأرقام والذكريات
منذ اختياره سنة 2013 تمثيل نسور قرطاج، أصبح وهبي الخزري أحد أعمدة المنتخب الوطني، حيث خاض 74 مباراة دولية سجّل خلالها 25 هدفًا، محتلاً المركز الثاني في ترتيب هدافي المنتخب عبر التاريخ.
شارك الخزري في خمس نسخ من كأس إفريقيا للأمم (2013، 2015، 2017، 2019، 2021)، وفي مونديالي روسيا 2018 وقطر 2022، وكان حاضرًا في لحظات كبرى ستظل راسخة في الذاكرة الجماعية للتونسيين.
في كأس العالم 2018، دوّن اسمه بهدفين في شباك بلجيكا وبنما، قبل أن يختم مشواره الدولي بهدف تاريخي أمام فرنسا في مونديال قطر 2022، في مباراة كانت الأخيرة له بقميص المنتخب.
رحلة احتراف أوروبية
على مستوى الأندية، حمل الخزري ألوان باستيا، بوردو، ساندرلاند، ران، سانت إيتيان، ومونبلييه، حيث عُرف بلمساته الفنية، شخصيته القوية، وقدرته على صناعة الفارق في المباريات الكبرى. وقد اختار الاعتزال في سن 34 عامًا، رغم تلقيه عروضًا من أندية خليجية في الفترة الأخيرة.
أهداف لا تُنسى
وإذا كان هدفه في مرمى فرنسا بقطر 2022 حاضرًا بقوة في ذاكرة الجماهير، فإن التاريخ سيحتفظ أيضًا بهدفه الأسطوري مع سانت إيتيان ضد ماتز، والذي يُعد أبعد هدف في تاريخ الدوري الفرنسي من مسافة 68.3 مترًا، وأحد أجمل أهداف البطولة على الإطلاق.
نهاية لاعب… وبداية أسطورة
برحيل وهبي الخزري عن الملاعب، لا تعتزل مجرد قدم يسرى موهوبة، بل تُطوى صفحة لاعب مثّل روح القائد، وجرأة المهاجم، وذكاء صانع اللعب. اسم سيبقى محفورًا في سجل الكرة التونسية، وذكرى جميلة في قلوب جماهير نسور قرطاج.



