اختر لغتك

حين تغنّي المدارس وتنتصر الحياة: قراءة في نصّ عبد القادر بن عثمان عن كواكب نابل التربوية

حين تغنّي المدارس وتنتصر الحياة: قراءة في نصّ عبد القادر بن عثمان عن كواكب نابل التربوية

حين تغنّي المدارس وتنتصر الحياة: قراءة في نصّ عبد القادر بن عثمان عن كواكب نابل التربوية

بعيدًا عن نبرة الإحباط التي تسلّلت إلى الخطاب العام وأصبحت، مع الأسف، جزءًا من ثقافة شعبية واسعة، يكتب عبد القادر بن عثمان نصًا مختلفًا، نصًا يختار الضوء بدل العتمة، والفعل بدل الشكوى، ويعيد الاعتبار للمدرسة العمومية باعتبارها فضاءً حيًّا نابضًا بالحياة لا «حطامًا» كما يصرّ البعض على تصويرها.

في هذا النص، لا نتعامل مع خطاب تنظيري ولا مع أحلام إصلاح مؤجلة، بل مع صورة ميدانية ملموسة تؤكد أن في مدارسنا «كواكب» حقيقية، تضيء بقوة، لكن العيون المتعبة بالكسل واليأس قد لا تراها. صورة تجسّدها المندوبية الجهوية للتربية بنابل، وتحديدًا مصلحة الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية، من خلال الاستعداد لتنظيم الملتقى الجهوي للكورال بالمدارس الابتدائية يوم الأحد 14 ديسمبر 2025.

الملتقى، كما يقدّمه النص، ليس مجرد تظاهرة عابرة أو عرض شكلي بلا جذور، بل عيد طفولة حقيقي، بُني على عمل تشاركي واسع ضمّ متفقدي المدارس الابتدائية، ومديري المدارس، والمربين المشرفين على نوادي الكورال، إلى جانب دار الثقافة حسن الزقلي، والاتحاد الجهوي والمحلي للمرأة التونسية، وجمعية تطوير التربية المدرسية بنابل. إنه نموذج لعمل جماعي يراهن على الثقافة والفن كمدخل للسعادة المدرسية.

وتكمن قوة هذا الحدث في اتساع المشاركة: أغلب معتمديات نابل ستكون ممثلة بكورال أو أكثر، في كسر واضح للتمركز، وتكريس لمبدأ تكافؤ الفرص الثقافية بين المدارس. 31 فقرة فنية على امتداد يوم كامل، في برنامج يوحي، كما يقول الكاتب، بأن بعض الأولياء والمربين سيُفاجَؤون باكتشاف كنوز فنية في مدارسهم لم تكن مرئية من قبل.

النص لا يغفل البعد الإنساني، إذ يقدّم الملتقى كتتويج لجهود المربين المشرفين على النوادي، وكمؤشر على تحوّل ذهني نحو ثقافة الانتظار الإيجابي للمواعيد الثقافية والإصرار على المشاركة فيها. كما يخصّ بالشكر المندوب الجهوي للتربية بنابل لطفي القيزاني، في شهادة صريحة على عمل ميداني مضنٍ، يتجاوز حدود الوظيفة إلى الالتزام الشخصي، حتى على حساب الصحة والوقت العائلي.

ولا ينسى الكاتب رفقاء الدرب: نبيل مامي، المدير السابق للمرحلة الابتدائية، ولا الإطار الإداري الذي أسهم في إنجاح هذا الموعد، ولا الشركاء الثقافيين والمدنيين. شكرٌ لا يأتي من باب المجاملة، بل من وعي بأن النجاح التربوي لا يُصنع فرادى.

في المحصلة، نص عبد القادر بن عثمان هو بيان أمل أكثر منه تقرير نشاط. هو دعوة صريحة لجعل مثل هذه المواعيد نقشًا راسخًا في ذاكرة التربية بجهة نابل، ومنطلقًا لزرع الحب والسعادة والبهجة في الوسط المدرسي. أما النقائص، فيعترف بها الكاتب بوعي ومسؤولية، باعتبارها جزءًا من مسار تطوير لا يتوقف.

هكذا، لا تغنّي الكورالات فقط في نابل…
بل تغنّي المدرسة، وتستعيد حقّها في الفرح، وتؤكد أن الضوء ما زال حاضرًا لمن يريد أن يراه.

آخر الأخبار

سوسيوس النادي الإفريقي يرفع الصوت: لا للعنف… نعم لحماية شبان الأحمر والأبيض

سوسيوس النادي الإفريقي يرفع الصوت: لا للعنف… نعم لحماية شبان الأحمر والأبيض

حين تغنّي المدارس وتنتصر الحياة: قراءة في نصّ عبد القادر بن عثمان عن كواكب نابل التربوية

حين تغنّي المدارس وتنتصر الحياة: قراءة في نصّ عبد القادر بن عثمان عن كواكب نابل التربوية

«شويّة قانون»… حين يتحوّل الأثير إلى محكمة وعي ويصبح القانون في متناول الجميع

«شويّة قانون»… حين يتحوّل الأثير إلى محكمة وعي ويصبح القانون في متناول الجميع

بوڤرة يترجّل بعد الإقصاء: مدرب الجزائر للمحليين يعلن استقالته عقب الخروج من كأس العرب

بوڤرة يترجّل بعد الإقصاء: مدرب الجزائر للمحليين يعلن استقالته عقب الخروج من كأس العرب

عملية سرّية في المحيط الهندي: قوات أمريكية خاصة تداهم سفينة صينية متجهة إلى إيران وتصادر شحنة عسكرية

عملية سرّية في المحيط الهندي: قوات أمريكية خاصة تداهم سفينة صينية متجهة إلى إيران وتصادر شحنة عسكرية

Please publish modules in offcanvas position.