يحتفل المسلمون يوم غد 4 سبتمبر 2025 بالمولد النبوي الشريف، مناسبة عظيمة تمثل ذكرى ميلاد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء بالرسالة الخاتمة ونشر قيم السلام، المحبة، والتسامح في المجتمع الإنساني.
تعود الاحتفالات بالمولد النبوي إلى القرون الأولى بعد الهجرة النبوية، حيث اعتاد المسلمون على تنظيم المجالس الدينية، قراءة القرآن الكريم، الذكر، والابتهال بالدعاء للنبي الكريم، بالإضافة إلى إلقاء قصائد المدح النبوي المعروف بـ"المدائح النبوية".
وعبر التاريخ، ارتبط الاحتفال بالمولد النبوي بإحياء القيم الأخلاقية والاجتماعية التي دعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم، من عدل ورحمة وصلة الرحم، إضافة إلى تعزيز الروح الوطنية والاجتماعية بين أفراد المجتمع.
الاحتفال بالمولد النبوي في تونس في العصر الحديث
في تونس، يشهد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في العصر الحديث مزيجًا بين الطابع الديني والتربوي والثقافي، مع الحفاظ على البعد الديني الأصلي للذكرى. حيث تقام المجالس الدينية في المساجد، المحاضرات التوعوية، والندوات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز القيم الإسلامية في نفوس المواطنين، خصوصًا لدى الشباب.
كما يتميز الاحتفال في تونس بتوزيع الحلويات التقليدية، تنظيم الولائم الرمزية، وإقامة الفعاليات الثقافية الدينية التي تحافظ على التراث وتربطه بالحياة المعاصرة.
ويؤكد علماء الدين أن الاحتفال بالمولد النبوي ليس مجرد طقس اجتماعي، بل هو فرصة لتجديد العهد مع قيم النبي في الحياة اليومية، وتعزيز الأخلاق الحميدة، والتأمل في رسالة الإسلام السمحاء.
في هذا اليوم المبارك، يتبادل المسلمون التهاني والتبريكات، مع تجديد العزيمة على السير على خطى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بأخلاقه وسيرته النبوية العطرة.
المولد النبوي الشريف ليس مجرد احتفال بالذكرى التاريخية لميلاد الرسول، بل هو تأكيد مستمر على القيم الروحية والإنسانية والدينية التي رسخها في قلوب البشرية، وجعل منها نهجًا للحياة، يجمع بين العبادة والعمل الصالح، وبين الفرد والمجتمع، كما يعكس الاحتفال في تونس حرص المجتمع على دمج التراث الديني بالقيم الحديثة في العصر الراهن.
