في الرابع من أفريل 1938، دوت صرخة مدوية في فضاء وادي مليز بولاية جندوبة، معلنة عن ميلاد حقبة جديدة في تاريخ تونس الحديث، وقد كانت هذه الأحداث بمثابة الشرارة التي أشعلت نار النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي، وخطوة مفصلية في مسيرة شعب بأكمله نحو الاستقلال والحرية.
هذا و عانت تونس تحت وطأة الاستعمار الفرنسي منذ عام 1881، حيث عانى شعبها من القمع والاضطهاد، و أدت هذه الظروف القاسية إلى تزايد الاستياء والغضب بين التونسيين، الذين بدأوا يتوقون إلى التحرر من نير الاستعمار.
ففي يوم 4 أفريل 1938، خرج أبناء وادي مليز إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم للاستعمار ومطالبتهم بالاستقلال، واجهت هذه المظاهرات السلمية بالقمع الوحشي من قبل قوات الاحتلال الفرنسية، مما أسفر عن اعتقال العديد من قادة الحركة الوطنية وأعضاء الديوان السياسي.
ولم يثنِ هذا القمع عزيمة المتظاهرين، الذين واصلوا نضالهم بشجاعة وتصميم، وأصبحت وادي مليز رمزًا للمقاومة والصمود في وجه الظلم والاستبداد.
ألهمت أحداث وادي مليز الشباب التونسي ودفعتهم للانضمام إلى الحركة الوطنية، كما أدت إلى تصاعد المطالبات بالاستقلال والحرية في جميع أنحاء البلاد.
بعد هذه الأحداث، تم تكريم شهداء وادي مليز وقادة الحركة الوطنية الذين تعرضوا للاعتقال والقمع، وأصبحت هذه الأحداث جزءا لا يتجزأ من تاريخ تونس الحديث، وتذكيرًا بأهمية النضال والتضحية في سبيل الوطن.
في الختام، تقدم أحداث وادي مليز دروسا قيمة عن قوة النضال السلمي وتصميم الشعوب على تحقيق الحرية، كما تؤكد على أهمية الوحدة والتضامن في مواجهة الظلم والاستبداد، إن ذكرى أحداث وادي مليز هي تذكير دائم بالتضحيات التي قدمها الأبطال الذين مهدوا الطريق لاستقلال تونس، فهي مصدر إلهام للأجيال القادمة، ودعوة مستمرة لمواصلة النضال من أجل العدالة والمساواة في جميع أنحاء العالم.
ايمان مزريقي
