في تحرك غير مسبوق، وجّهت سبع دول أوروبية صفعة سياسية لإسرائيل، داعية إياها إلى رفع الحصار عن قطاع غزة فورًا، محذرة من كارثة إنسانية تتفاقم كل ساعة، ومن مجاعة وشيكة تهدد مئات الآلاف.
ففي بيان مشترك حاد اللهجة، صدر مساء الجمعة 16 ماي 2025، أعلن قادة كل من أيسلندا، أيرلندا، لوكسمبورغ، مالطا، سلوفينيا، إسبانيا، والنرويج أنهم "لن يقفوا متفرجين على الكارثة التي يصنعها الإنسان في غزة". وأكدوا أن أكثر من 50 ألف شخص فقدوا حياتهم، في حين "يموت الآلاف بصمت تحت وطأة الجوع والحصار".
رسالة أوروبية بصوت مرتفع
البيان الذي نقلته "سكاي نيوز"، وصف سياسات إسرائيل بأنها مخالفة للقانون الدولي، داعيًا إلى وقف فوري لجميع العمليات العسكرية، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل حر وآمن دون أي معوقات. كما نددت الدول الأوروبية السبع بتصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات غير القانونية.
وأكد القادة الأوروبيون أن أي تغيير ديموغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالقوة هو أمر غير مقبول، محذرين من محاولات التهجير القسري، ومشددين على أن الحل يجب أن يمر عبر التفاوض ووقف إطلاق النار.
ضوء في نفق مظلم؟
يرى مراقبون أن هذا البيان يمثل تحولًا في المزاج السياسي الأوروبي، لا سيما أن الدول السبع لم تكتف بالإدانة، بل طالبت بخطوات ملموسة على الأرض. وتأتي هذه الدعوة في وقت تتعرض فيه إسرائيل لانتقادات أممية متصاعدة، وسط تقارير تفيد بأن غزة على شفا مجاعة حقيقية، نتيجة الحصار الخانق وتدمير البنية التحتية.
كما دعا القادة إلى دعم المنظمات الإنسانية، وتمكينها من العمل بحرية تامة داخل القطاع، مع التأكيد على أن المفاوضات الشاملة هي السبيل الوحيد لكسر دوامة الدم.
تساؤلات حول موقف الاتحاد الأوروبي
البيان الأوروبي المثير يطرح أسئلة حول صمت مؤسسات الاتحاد الأوروبي الرسمية، ومدى قدرتها على مجاراة هذا الموقف المتقدم. كما يسلط الضوء على تباين المواقف داخل أوروبا بشأن الملف الفلسطيني–الإسرائيلي، في وقت تشتد فيه الضغوط الشعبية والحقوقية على الحكومات الغربية.