اختر لغتك

الاحتلال يفتح الأقصى للمستوطنين ويغلقه في وجه المصلين: نذير تقسيم قادم!

الاحتلال يفتح الأقصى للمستوطنين ويغلقه في وجه المصلين: نذير تقسيم قادم!

في مشهد يختزل الغطرسة الإسرائيلية والاستخفاف بحرمة المقدسات الإسلامية، اقتحم عشرات المستوطنين صباح اليوم الأربعاء 7 ماي 2025، باحات المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة تصعيدية تسبق ما يسمى بـ"يوم القدس" العبري أواخر الشهر الجاري.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية، فقد توغلت مجموعات من المستوطنين داخل باحات المسجد الأقصى، على شكل دفعات متتالية، ونفذت جولات استفزازية وأدت طقوسًا تلمودية علنية، في مشهد استفز مشاعر المسلمين في القدس والعالم.

قوات الاحتلال، وفي إطار دعمها العلني لهذه الاقتحامات، فرضت إجراءات عسكرية مشددة على أبواب المسجد، منعت خلالها المصلين من الدخول، ودققت في هويات من سُمح لهم بالعبور، لتتحوّل ساحات الأقصى إلى ساحة للاستباحة التوراتية، بينما يُحرم أهل المدينة من الصلاة في مسجدهم.

وفي سياق موازٍ، تصاعدت دعوات "جماعات الهيكل" المتطرفة، التي أطلقت عريضة موجهة إلى وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، طالبت فيها بالسماح للمستوطنين باقتحام شامل للمسجد الأقصى ابتداءً من مساء الأحد 25 ماي وحتى مساء الإثنين 26 ماي، بالتزامن مع ذكرى "توحيد القدس" بحسب الرواية الإسرائيلية.

الأخطر في هذه المطالب أنها تدعو إلى السماح بإدخال أدوات طقسية تلمودية إلى المسجد الأقصى، تشمل "الطاليت، التيفيلين، ومخطوطات التوراة"، وهو ما يُعد سابقة خطيرة تهدف إلى فرض طابع يهودي علني على أقدس مقدسات المسلمين في فلسطين، وفتح الباب أمام مشروع تهويد شامل للمكان.

خطر التقسيم الزماني والمكاني

ليست هذه التحركات جديدة، بل تمثل حلقة في سلسلة طويلة من المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي في الخليل بعد مجزرة باروخ غولدشتاين عام 1994.

وتُعدّ "جماعات الهيكل المزعوم" رأس الحربة في هذه الهجمة، وهي تتلقى دعمًا مباشرًا من وزراء في حكومة الاحتلال، لا سيما بن غفير وسموتريتش، في وقت تصمت فيه الجهات الدولية، وتغيب أي خطوات عملية لوقف هذا التعدي السافر على المقدسات.

منذ النكبة.. مسار التهويد لم يتوقف

منذ احتلال الشطر الشرقي من القدس عام 1967، لم تتوقف المحاولات الإسرائيلية لتهويد المدينة ومقدساتها. فقد سعى الاحتلال منذ البداية إلى طمس الهوية الإسلامية والمسيحية للقدس، عبر الاستيطان المكثف، وهدم الأحياء الفلسطينية، وسحب الهويات من السكان الأصليين، ومنع الترميم في المسجد الأقصى.

ويشكل المسجد الأقصى اليوم ساحة مواجهة مفتوحة بين مشاريع التهويد المتسارعة وصمود المقدسيين، الذين يواجهون بأجسادهم العارية محاولات فرض واقع جديد بالقوة.

الغليان الشعبي قادم.. والانفجار مسألة وقت

يأتي هذا التصعيد الخطير بينما يعيش الفلسطينيون في الأراضي المحتلة وقطاع غزة على وقع المجازر اليومية والعدوان المفتوح منذ أكتوبر 2023، حيث تجاوز عدد الشهداء في غزة وحدها 52 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال.

ويحذر مراقبون من أن استمرار استهداف المسجد الأقصى قد يشعل انتفاضة جديدة، ويعيد القدس إلى واجهة المواجهة، في ظل احتقان غير مسبوق، وانفجار إنساني وأخلاقي في غزة والضفة الغربية.

في غياب أي موقف عربي ودولي حازم، يبقى الأقصى اليوم رهينة تحت حراب الاحتلال، وساحة مفتوحة لتجريب السياسات التهويدية التي إن نجحت، لن يكون بعدها مسجد آمن في فلسطين.

آخر الأخبار

عرض قطري مغرٍ ليوسف سنانة بعد موسم استثنائي في ترجي جرجيس

عرض قطري مغرٍ ليوسف سنانة بعد موسم استثنائي في ترجي جرجيس

"كاستينغ" لفيصل الحضيري يشعل المسرح البلدي: ضحك ونقد أمام شبابيك مغلقة

"كاستينغ" لفيصل الحضيري يشعل المسرح البلدي: ضحك ونقد أمام شبابيك مغلقة

كشمير تشتعل: الهند وباكستان على شفا الحرب والضحايا بالعشرات

كشمير تشتعل: الهند وباكستان على شفا الحرب والضحايا بالعشرات

شهباز شريف يتوعّد بالرد: "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام عدوان الهند"

شهباز شريف يتوعّد بالرد: "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام عدوان الهند"

ضربة موجعة لنسور قرطاج وسانت باولي: إصابة إلياس سعد تنهي موسمه مبكرًا

ضربة موجعة لنسور قرطاج وسانت باولي: إصابة إلياس سعد تنهي موسمه مبكرًا

Please publish modules in offcanvas position.