تستعدّ قاعة الكوليزي بتونس لاحتضان حدث سينمائي لافت، مع العرض ما قبل الأول لفيلم «نوار عشيّة – Belles de nuit» للمخرجة خديجة لمكشر، في عملٍ يبدو منذ ملصقه البصري وعداً بسينما إنسانية عميقة، تُنصت لنبض الشخصيات وتغوص في ظلال الليل وأسئلته.
الملصق، بألوانه الزرقاء العميقة ووجوهه المتعدّدة، يشي بعالم تتقاطع فيه الأجيال والمصائر: شخوص تحمل آثار الزمن، وأخرى تقف على عتبة الحلم، في فسيفساء إنسانية توحي بحكايات عن الذاكرة، الفقد، والأمل. حضور الوجوه المتقابلة، وتوزيعها في فضاء بصري شاعري، يمنح الانطباع بأن الفيلم لا يكتفي بسرد قصة واحدة، بل ينسج ليالي من الحكايات، لكل منها نورها الخاص.
ويأتي هذا العرض بدعوة من Ciné 7ème Art وCercina Films وسينما الكوليزي، بحضور فريق العمل، مساء الجمعة 2 جانفي 2026، في موعد ينتظره عشّاق السينما التونسية بشغف، خصوصاً وأن الفيلم يُقدَّم كعمل يراهن على الحسّ الإنساني واللغة البصرية، بعيداً عن الاستسهال.
«نوار عشيّة» ليس مجرد عنوان، بل إشارة رمزية إلى تلك اللحظات الهشّة بين الضوء والعتمة، حيث تتكشّف الحقائق وتولد التحوّلات. فيلم يبدو مصمّماً ليترك أثره، ويؤكد من جديد أن السينما التونسية قادرة على الإضاءة… حتى في أكثر الليالي كثافة.



