عاشت منطقة المقرن بولاية زغوان، وهي منطقة فلاحية ذات خصوصية، على إيقاع الدورة السادسة من مهرجانها الصيفي خلال أواخر شهر أوت الماضي، حيث نظمت الفعاليات بالمدرسة الابتدائية بالمقرن تحت إشراف جمعية سنابل الربيع للثقافة والفنون.
هذه الجمعية راهنت على ثقة الأهالي في عناصرها الشابة، وعلى دعم السلط الجهوية والمحلية والجمعيات الشريكة على غرار جمعية حوريات زغوان وفوج المقرن للكشافة التونسية، إضافة إلى تطوع شباب المنطقة، ليكون المهرجان أحد أبرز ثمانية مهرجانات عاشتها ولاية زغوان هذا الصيف.
في ظل عزوف عدد من الجمعيات الثقافية عن تنظيم التظاهرات الصيفية، تحدّى شباب المقرن الصعوبات ليؤمنوا مادة ثقافية وفنية ثرية للمنطقة، تستهدف مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية، وتكرّس الحق الدستوري في اللامركزية واللامحورية الثقافية.
برمجة متنوعة وهوية محلية
البرنامج كان متنوعًا، جمع بين تنشيط الشوارع ومسرح الشارع والعروض الموسيقية الوترية والشعبية، إلى جانب عروض مسرحية وتنشيطية للأطفال. ولم يقتصر المهرجان على الجانب الترفيهي، بل منح البعد التوعوي مساحة بارزة عبر عرض ومضات تحسيسية حول السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، إضافة إلى عروض أفلام قصيرة موجهة للأطفال، فضلًا عن فسح المجال لفن الكوريغرافيا مع عرض خاص لجمعية حوريات زغوان.
جمهور غفير ونجاح لافت
العروض شهدت حضورًا جماهيريًا غفيرًا، في تأكيد على أهمية الفعل الثقافي في استقطاب الأهالي والتفاعل مع برمجة متنوعة، حيث تحوّل المهرجان إلى متنفس ترفيهي لحوالي 14 ألف ساكن من قرى متعطشة للثقافة، محتاجة إلى نقطة ضوء وسط العتمة.
تكريم وتحديات
المهرجان تُوّج بتكريم فريق العمل وكافة المصالح المتدخلة، من بينها المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بزغوان، وبلدية زغوان، والمدرسة الابتدائية بالمقرن، إضافة إلى وحدات الحرس الوطني والحماية المدنية والجمعيات الشريكة. وكان هذا التكريم اعترافًا بدورهم في تذليل الصعوبات التنظيمية، خصوصًا في ظل ضعف الاستشهار والدعم المادي من قبل المؤسسات الاقتصادية بالجهة.
هكذا أثبت شباب المقرن أن الإرادة أقوى من التحديات، وأن الثقافة قادرة على أن تكون محركًا أساسيًا للحياة في المناطق الداخلية.
