بقلم: عزيز بن جميع
ليس من السهل أن يبلغ المبدع مرتبة العالمية، ولا أن يُدوَّن اسمه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، الأصعب من ذلك كلّه أن يتحقق الإنجاز ثم يُقابل بالتجاهل، وكأن شيئًا لم يكن.
ذلك ما حدث مع هشام الدرويش، الحكواتي الذي حمل الحكاية من فضائها الشعبي إلى المنصات الدولية، ونجح في إعادة الاعتبار لفن عريق كاد أن يندثر.
هشام الدرويش ليس مجرد راوٍ للحكايات، بل مشروع ثقافي متكامل، استطاع أن يلفت أنظار العالم إلى قوة السرد العربي وثرائه، وأن يثبت أن الحكاية لا تزال قادرة على العبور بين الثقافات واللغات. ورغم هذا التتويج العالمي، ظلّ حضوره الإعلامي والاعترافي محليًا دون ما يستحقه حجم الإنجاز.
السؤال المشروع اليوم: هل يُعقل أن يُهمَّش اسم دخل التاريخ من بابه الواسع؟
وهل من المنطقي أن تُحتفى الكفاءات في الخارج، بينما تُقابل في الداخل بالصمت أو النسيان؟
إن ما يعيشه هشام الدرويش يفتح نقاشًا أعمق حول علاقتنا بمبدعينا، وحول آليات الاعتراف والتكريم، التي كثيرًا ما تأتي متأخرة أو لا تأتي أصلًا. فالثقافة لا تُبنى بالشعارات، بل بالاعتراف الحقيقي بمن يضيفون لها قيمة، ويصنعون لها حضورًا عالميًا.
هي دعوة صريحة لإعادة الاعتبار لقاماتنا الثقافية، ولإنصاف هشام الدرويش، لا مجاملةً، بل إقرارًا بحقه الطبيعي كمبدع وكفاءة كبرى، وكرمز من رموز الحكاية العربية في زمن العولمة.
فحين نُكرّم مبدعينا، نُكرّم صورتنا الثقافية أمام العالم.



