يُعد أبو عبيدة أحد أبرز وجوه حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام. ورغم أن اسمه الحقيقي وشكله معروفان فقط لدوائر محدودة، فقد نال شهرة واسعة من خلال خطاباته وبياناته وزيه العسكري والكوفية الحمراء التي تخفي ملامحه.
الغارة الإسرائيلية الأخيرة
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغارة التي شنتها إسرائيل مساء السبت على مدينة غزة استهدفت أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام. حتى الآن لم تؤكد حماس مقتله، لكن الغارة تُعد ضربة محتملة للحركة بعد فقدان العديد من قادتها البارزين.
نشأته وظهوره الإعلامي
برز أبو عبيدة خلال حرب غزة عام 2014 التي استمرت 55 يومًا، حيث كان حلقة الوصل بين المقاتلين وأهالي القطاع، وبين غزة والعالم. أول ظهور له كان بين عامي 2002 و2003 كمسؤول ميداني في القسام، ثم نظم أول مؤتمر صحافي له في 2 أكتوبر 2004 بمسجد النور شمال غزة، مرتديًا قناعًا أسود قبل أن يعتمد الكوفية الحمراء لاحقًا.
خطاباته وتأثيره
أصبح أبو عبيدة معروفًا للشارع الفلسطيني والعربي بسبب مصداقيته وفصاحته. ومن أبرز خطاباته إعلان أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول أرون في 20 يوليو 2014. كما استخدم وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الفلسطينيين والعالم، بما في ذلك فيسبوك وتويتر وتلغرام، رغم حذف حساباته المتكررة.
رمزية الكوفية الحمراء
الكوفية الحمراء التي يخفي بها وجهه جعلت منه شخصية ملثمة، مقتديًا بالقيادي السابق عماد عقل. واصلت هذه الهوية الرمزية دوره في نقل رسائل المقاومة والدفاع عن المسجد الأقصى، والإعداد العسكري، وأسر الجنود الإسرائيليين للضغط على إسرائيل من أجل التبادل.
حالة الغموض والرد الإسرائيلي
على الرغم من أن إسرائيل تدعي معرفتها بهويته الحقيقية، لم يؤكد أي طرف وفاة أبو عبيدة بعد الغارة الأخيرة. وقد سبق أن عرضت قناة الأقصى صورة مزعومة له باسم حذيفة الكحلوت، واستخدم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الاسم والصورة مرات عدة.
يبقى أبو عبيدة رمزًا إعلاميًا وعسكريًا لحركة حماس، وصوته الذي امتد لأكثر من عشرين عامًا ما زال حاضرًا في وجدان الفلسطينيين والعالم العربي، في وقت تتصاعد فيه التوترات ويزداد الغموض حول مستقبله بعد الغارة الإسرائيلية الأخيرة.
