القيروان – بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، احتضنت مدينة القيروان احتفالية متميزة جسدت البعد الروحي والوطني للحدث، بحضور عدد من الجمعيات والشخصيات الفاعلة في المشهد الثقافي والاجتماعي.
وقد تميزت الاحتفالية بمشاركة جامعة العمال التونسيين بالخارج بدعوة من السيدة وفاء مامني، رئيسة جمعية القيروان مدينتي. هذه المشاركة لم تكن مجرد حضور شكلي، بل مثّلت دعمًا رمزيًا ومعنويًا لقيم التضامن والتآزر بين أبناء الوطن في الداخل والخارج.
في كلمته، أكد السيد حسان العريب، رئيس جامعة العمال التونسيين بالخارج، أن "المشاركة في هذه المناسبة الروحية العظيمة نابعة من إيمان عميق بضرورة تجديد القيم الدينية والإنسانية، وتأكيد دور المجتمع المدني في تعزيز الانتماء الوطني." وأضاف: "نحن حريصون على أن يكون حضورنا دائمًا فاعلًا ومؤثرًا في مثل هذه التظاهرات التي توحّد القلوب وتثري الحياة الثقافية والاجتماعية."
القيروان والاحتفال بالمولد: عمق تاريخي وروح متجددة
منذ قرون طويلة، تميزت القيروان بكونها إحدى الحواضر الإسلامية الأولى في المغرب العربي، حيث ارتبطت بها تقاليد راسخة في الاحتفال بالمولد النبوي. فقد عُرفت المدينة بتنظيم مجالس الذكر والإنشاد الديني، وإعداد الحلويات التقليدية على غرار "عصيدة الزقوقو" و"البسيسة"، التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الجماعية.
ورغم التحولات الاجتماعية، ظل الاحتفال بالمولد في العصر الحديث بالقيروان يحمل نفس البعد الروحي، حيث يجتمع الأهالي والجمعيات في أجواء يغلب عليها الطابع الأسري والتآخي، بعيدًا عن المظاهر الاستعراضية، ليبقى الموعد مناسبة متجددة للتواصل بين الأجيال وتعزيز القيم الدينية والإنسانية.
الاحتفال بالمولد بالقيروان لم يقتصر هذه السنة على الطابع الروحي فقط، بل شكّل أيضًا فسحة للتعبير عن وحدة المجتمع وتماسكه، حيث تعالت أصوات تؤكد على أن المناسبات الدينية تظل دائمًا فرصة لتجديد العهد بالمحبة والإخاء.
✍️ متابعة: نوال الخضراوي