شهدت محافظة حضرموت، صباح اليوم الجمعة، تصعيدًا عسكريًا لافتًا بعد أن شنّت المقاتلات السعودية سلسلة غارات جوية استهدفت تحركات ومواقع مستحدثة تابعة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، في تطور ميداني ينذر باتساع رقعة التوتر شرق اليمن.
وبحسب ما أوردته وسائل إعلام يمنية، نقلًا عن مصادر ميدانية ومحلية، فإن سلاح الجو السعودي نفّذ ضربات دقيقة استهدفت مجاميع تابعة للمجلس الانتقالي في وادي نحب بمديرية غيل بن يمين، وهي إحدى أكثر النقاط سخونة في المحافظة، حيث تدور مواجهات عنيفة بين قوات «النخبة الحضرمية» من جهة، ومقاتلي حلف قبائل حضرموت وقوات حماية حضرموت من جهة أخرى.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو قالوا إنها توثّق لحظة تنفيذ الغارات الجوية، وسط تصاعد أعمدة الدخان في مناطق الاستهداف، ما عزز من فرضية حدوث تدخل جوي مباشر لتغيير موازين القوى على الأرض.
من جهته، أفاد موقع «26 سبتمبر نت» اليمني، نقلًا عن مصادر محلية، بأن الغارات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف ما يُعرف بـ«النخبة الحضرمية» التابعة للمجلس الانتقالي، وذلك أثناء محاولتها السيطرة على مواقع تابعة لحلف قبائل حضرموت.
ويأتي هذا التصعيد في سياق مشهد أمني وسياسي شديد التعقيد تشهده حضرموت، التي تحولت خلال الأشهر الأخيرة إلى ساحة صراع نفوذ بين قوى محلية مدعومة إقليميًا، وسط مخاوف من انزلاق المحافظة إلى مواجهة مفتوحة قد تعيد رسم خارطة السيطرة في شرق اليمن.
وفي ظل غياب تعليق رسمي من التحالف العربي أو من المجلس الانتقالي حتى الآن، تبقى الأسئلة مفتوحة حول دلالات هذا التدخل الجوي، وحدوده، وما إذا كان يشكل رسالة سياسية بقدر ما هو تحرك عسكري ميداني.



