أدخلت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة المشهد الإقليمي في حالة استنفار دبلوماسي، حيث صدرت إدانات متلاحقة من عواصم عربية وخليجية، أكدت جميعها على خطورة الطرح الإسرائيلي، واعتبرته بمثابة مشروع تطهير عرقي معلن.
رفض عربي موحّد
البيانات التي خرجت من الرياض والدوحة والكويت وعمان ورام الله، إضافة إلى موقف مجلس التعاون الخليجي، لم تكتفِ بمجرد الشجب، بل ربطت تصريحات نتنياهو بالقانون الدولي، مؤكدة أنها تمثل جريمة حرب مكتملة الأركان.
هذا التوافق يعكس مسعى عربيًا لقطع الطريق أمام أي محاولة إسرائيلية لفرض واقع جديد في غزة، أو دفع سكانها قسرًا إلى سيناريو "الترحيل الجماعي".
مصر في قلب المعركة
اللافت في المواقف الصادرة، هو الدعم العلني لمصر، التي ردّت بصرامة على نتنياهو مؤكدة أن معبر رفح لن يكون بوابة للتهجير.
المواقف العربية من السعودية إلى الأردن ثمنت الموقف المصري واعتبرته خط الدفاع الأول في مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
دلالات سياسية
يرى مراقبون أن الاصطفاف العربي، في لحظة إقليمية بالغة التعقيد، يحمل ثلاث رسائل أساسية:
- رفض التطهير العرقي: التأكيد أن حق الفلسطينيين في أرضهم غير قابل للتصرف.
- دعم مصر: إبراز القاهرة كحائط صد استراتيجي في وجه المخططات الإسرائيلية.
- تحذير للمجتمع الدولي: تحميله مسؤولية التدخل لمنع تدهور الأوضاع، مع دعوة لوقف سياسة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها الاحتلال.
عزلة إسرائيلية متزايدة
تصريحات نتنياهو، بدل أن تفتح نقاشًا حول "إعادة إعمار غزة" كما حاول ترويجها، وضعت حكومته في مواجهة جدار رفض عربي ودولي متصاعد، ما يزيد من عزلتها السياسية ويعزز الرواية الفلسطينية في المحافل الدولية.