جندوبة – منصف كريمي
في طبرقة وعين دراهم، لا يكفي أن تُفتح الكاميرات وتُقصّ الأشرطة الحمراء.
وزير السياحة الأستاذ سفيان تقية يزور جندوبة يوم 20 جوان، لكن السؤال الذي يشغل الجميع:
هل يحمل معه حلولًا واقعية... أم مزيدًا من الوعود المؤجلة؟
الجهة أنهكتها سنوات من التهميش والتسويق المناسباتي، وقطاعها السياحي يحتضر بين مطار لا يُقلع، ونزل مغلقة، ومدن ترزح تحت النسيان.
زيارة الوزير قد تكون لحظة مفصلية… أو فصلًا جديدًا من التجميل المؤقت.
الجمهور لم يعد يطلب معجزات، بل يريد بداية جدية…
فإمّا أن تتحوّل الزيارة إلى مسار إنقاذ، أو تبقى في ذاكرة الجهة كعنوان آخر للفشل الممنهج.
في خطوة طال انتظارها، يؤدي وزير السياحة الأستاذ سفيان تقية يوم الخميس 20 جوان 2025 زيارة ميدانية إلى ولاية جندوبة، يُشرف خلالها على افتتاح فعاليات "الأيام المفتوحة للسياحة" بطبرقة وعين دراهم، ويرافقه في هذه الزيارة كل من والي الجهة الأستاذ الطيب الدريدي وعدد من الإطارات المركزية والجهوية.
لكن خلف الأجندة الرسمية، تحمل هذه الزيارة أكثر من دلالة: فهي اختبار حقيقي لمدى التزام الدولة بإنقاذ قطاع سياحي ظلّ على الهامش لسنوات، وتقييم واقعي لخارطة الطريق التي وضعتها السلط الجهوية لإنجاح الموسم الصيفي.
✨ وجهة مذهلة... تئنّ تحت الإهمال
تندرج هذه التظاهرة في إطار الترويج لجهة تزخر بكنوز طبيعية وثقافية نادرة، لم تُستثمر بالشكل المطلوب رغم ما تحظى به من جبال وغابات وشواطئ ساحرة ومخزون تراثي غنيّ.
ولعلّ أهم ما يرافق هذه الزيارة هو النقاش الجدي حول إخلالات الماضي وتعثّر الرؤية السياحية في الجهة، حيث يُعوّل الجميع على أن تكون هذه الزيارة مناسبة لنفض الغبار عن ملفات النزل المغلقة، والوحدات المهترئة، والانتصاب الفوضوي، والتهميش الذي نال من صورة طبرقة وعين دراهم.
🧹 حملة تنظيف... وإعادة تموقع
منذ أسابيع، انطلقت السلطات الجهوية بدفع مباشر من الوالي، في تنفيذ حملة بيئية كبرى شملت رفع الأتربة، تقليم الأشجار، تشوير الأرصفة، دهن الحواجز الحديدية، وإزالة النقاط السوداء.
وهو ما ساهم في تحسين المظهر العام للمدن السياحية واستعادة الحدّ الأدنى من إشعاعها البصري، بدعم من البلديات والمجتمع المدني والمصالح العمومية.
في المقابل، كانت التدخلات حاسمة أيضًا في إزالة الانتصاب الفوضوي من الأرصفة، في محاولة لإعادة النظام إلى المشهد العمراني والاستعداد لاستقبال زوّار الصيف بصورة لائقة.
✈️ مطار طبرقة يعود إلى الحياة
أبرز محطات الزخم السياحي الجديد تمثلت في استئناف النشاط الحيوي لمطار طبرقة-عين دراهم الدولي، بعد استقباله في 16 جوان الجاري أول رحلة غير منتظمة من بولونيا (189 مسافرًا)، بتنظيم من وكالة الأسفار Prima Tours ونقل أمني منظّم نحو وحدات الإقامة.
هذه الخطوة تمثّل بداية حقيقية لتثبيت المطار كمفصل استراتيجي في تنمية الجهة وربطها بالعالم، بعد سنوات من الجمود.
🏨 النزل المغلقة والمهرجانات... تحت المجهر
برنامج زيارة الوزير سيشمل أيضًا معاينة عدد من الوحدات السياحية، إلى جانب ملف النزل المغلقة التي بدأت بعضها استئناف النشاط تدريجيًا. كما سيتم تدشين نزل أخرى تمت إعادة تأهيلها حديثًا.
أما على الصعيد الثقافي، فسيتم التباحث في سبل دعم التظاهرات الكبرى مثل مهرجان الجاز ومهرجان موسيقى العالم، لما لها من دور تنشيطي حيوي يرتبط بقطاعات عديدة كالإيواء، النقل، الإرشاد، الصناعات التقليدية والخدمات.
🗣️ استعدادات ميدانية... وانتظارات شعبية
جدير بالذكر أن والي الجهة كان قد أشرف مؤخرًا على جلسة عمل بمقر بلدية طبرقة خُصصت لإحكام الاستعداد للموسم السياحي، وتم خلالها التأكيد على ضرورة المضي قدمًا في تحسين البنية التحتية والخدمات ورفع نسق العمل البلدي والجهوي.
وفي انتظار ما ستسفر عنه هذه الزيارة، يبقى السؤال مفتوحًا:
هل تكون جندوبة أمام لحظة مفصلية للقطع مع التهميش؟ أم أن كل ما يحصل مجرد موسميّات عابرة؟
