حوار وصياغة: الناقد والكاتب التونسي عزيز بن جميع

في زمن تتلاشى فيه الحدود بين الفن الحقيقي و”الشهرة العابرة”، وتطفو على السطح موجات سريعة من الأصوات والظواهر، تبقى باسكال مشعلاني من الأسماء التي لا تهزها رياح الترند. نجمة بنت مجدها على الصخر، وظلّت وفيّة لروحها ولجمهورها، محافظة على أناقة الصوت وأصالة الحضور. في هذا الحوار الخاص لمجلة توانسة، تكشف صاحبة “نور الشمس” رؤيتها للفن اليوم، ومعايير النجومية، وأسرار الحفاظ على التوازن بين حياتها الخاصة ومسيرتها الطويلة.

* الجمهور التونسي عبّر عن اشتياقه لك… بماذا تخاطبينه اليوم؟

باسكال: "الجمهور التونسي وفي جداً، وأنا مشتاقة له برشا برشا. الجميع يعرف محبتي لهم من بداياتي حتى اليوم. الحمد لله، هذا الوفاء هو أساس علاقتي بجمهور تونس."

* أغنية “أنا حبيته” حققت نجاحاً واسعاً… ما حقيقة “الفلفل الحار” في الكليب؟ وهل هو اعتذار غير مباشر لعدم التصوير في تونس؟

باسكال: "صحيح، الأغنية نجحت كثيراً. كنت أريد تصويرها في تونس، لكن ظروف قاهرة منعتني من السفر. فقمنا بالتصوير في حماة، وأضفت الفلفل الحار التونسي كلفتة رمزية ومحبة للجمهور التونسي… وفعلاً وصلت الرسالة."

* هل هناك مشروع قريب لأغنية باللهجة التونسية؟

باسكال: "لا يوجد قرار نهائي. لا أغنية محددة الآن، لكن لا أستبعد إطلاقاً تقديم عمل تونسي إذا صادفت أغنية تلفتني… تماماً كما حدث معي سابقاً."

* هل ما زال الإنتاج الضخم يصنع النجومية كما في السابق؟

باسكال: "المعايير تغيرت. المهم أن يكون للفنان لونه الخاص وجمهوره. الزمن يتغير… والأجيال أيضاً. نتمنى التوفيق للجميع."

* “نور الشمس” و”أكبر كذبة”… أي العملين أقرب لقلبك؟

باسكال: "نور الشمس أيقونة الفرح، تُحب في كل الحفلات وتدخل السعادة للقلوب. أما أكبر كذبة، فقيمتها في دراميتها. يمكن القول إن الفرح في نور الشمس يغلب قليلاً."

* أيهما أصعب: النجومية في عصر تيك توك أم زمن الفضائيات؟

باسكال: "الشهرة اليوم سريعة جداً… لكنها زبد عابر، فقاعة غير مضمونة. الشهرة سابقاً كانت صعبة لأن الإمكانيات أقل، لكننا بنينا مسيرتنا على الصخر، ولذلك استمرت."

* كيف ترين عودة الفنان فضل شاكر؟ وهل رغبت في غناء أحد أعماله؟

باسكال: "لا أتمنى أبداً غناء أعمال فنانين آخرين… كل واحد له سر نجاحه. أتمنى لفضل شاكر أن يعود بقوة، فقد عاش مآسٍ كثيرة ونرجو له أياماً أجمل."

* ما هو الخطأ المهني الذي ندمت عليه؟

باسكال: "ندمت على أغنيات لم أسوّق لها كما يجب، خاصة الخليجية التي نجحت لكن لم تخدمها الكليبات. وبعض الكليبات تمنيت لو أنني لم أصورها."

* كيف تعدين التوازن بين حياة النجومية وحياتك العائلية؟

باسكال: "فصلت حياتي الخاصة عن الفنية منذ البداية. أعيش ببساطة: أذهب للسوق بلا ماكياج وبطبعي. الشهرة تزول… والبساطة تبقى. هذا سر نجاحي كأم وزوجة."

* ما جديدك الفني، ومتى سيصدر الميني ألبوم؟

باسكال: "كان يجب أن تصدر أغنية جديدة لكنني أجلتها لانشغالي بحفلات. الميني ألبوم جاهز ويضم سبع أغنيات. أخطط لطرحه في بداية السنة أو مع عيد الفطر."

* ما أجمل ذكرياتك في الحفلات التونسية؟

باسكال: "حفلات قرطاج وطبرقة وسوسة لا تُنسى. الجمهور كان يغني كل الأغاني… كنت أشعر أنني لا أغني، بل هم يغنون نيابة عني. تحية كبيرة لتونس… وأتمنى لها السلام والازدهار."

* قبل أن نودّع 2025… ما النجاحات التي تفتخرين بها هذا العام؟

باسكال: "أغنيتي عن بيروت كانت بوابة للجوائز والإنجازات في مهرجانات لبنانية وعربية. وأغاني 'أدمتُك' و'سنة راحت وسنة جاية' و'أحلى وأحلى' حققت نجاحاً كبيراً. الجديد يكمّل القديم، وهذا التواصل يسعدني لأن جمهوري راضٍ ومبسوط."

باسكال مشعلاني… صوت لا يشيخ، وحضور لا يخبو. بين “نور الشمس” وأغاني اليوم، تواصل النجمة اللبنانية كتابة فصل جديد يربط الماضي بالآتي… بثبات، وبساطة، وصوت يعرِف طريقه إلى القلوب.