تشهد الدوحة ابتداءً من الاثنين المقبل وحتى 18 ديسمبر، انطلاق النسخة الحادية عشرة من كأس العرب لكرة القدم 2025، وسط تغييرات واسعة طالت اللوائح والتنظيم، في خطوة يعتبرها المتابعون منعطفًا مهمًا في مسار البطولة التي يواصل الفيفا الإشراف عليها للمرة الثانية على التوالي بعد نسخة 2021.
وتأتي هذه النسخة في إطار اتفاق الاتحاد الدولي لكرة القدم على تنظيم ثلاث دورات متتالية أعوام 2025 و2029 و2033 في الدوحة، بعد النجاح غير المسبوق الذي عرفته البطولة الأخيرة سواء على مستوى الحضور الجماهيري أو المعايير التنظيمية.
مباريات رسمية لأول مرة
وأكدت وكالة الأنباء القطرية أنّ الفيفا اعتمد مباريات النسخة الحالية كمباريات رسمية تحتسب نقاطها في التصنيف الشهري للمنتخبات، على خلاف ما كان معمولًا به سابقًا.
هذا التحول يمنح البطولة وزنًا تنافسيًا أكبر، ويجعل نتائجها ذات تأثير مباشر على ترتيب المنتخبات، خاصة تلك التي تسعى لتحسين موقعها دوليًا.
نظام جديد لكسر التعادل
وتشهد نسخة 2025 تطبيق نظام غير مسبوق في بطولات الفيفا لكسر التعادل داخل المجموعات.
فقد تم تعديل المادة 13 ليُعتمد أولًا على فارق الأهداف في المواجهات المباشرة بين المنتخبات المعنية، ثم عدد الأهداف المسجلة بينها، قبل العودة إلى فارق الأهداف العام. وفي حال استمرار التساوي يُلجأ إلى اللعب النظيف.
كما ألغى الفيفا الاحتكام إلى القرعة بشكل نهائي، واعتمد التصنيف الدولي الأخير معيارًا فاصلاً، في خطوة تعكس الطابع الرسمي للبطولة.
قفزة مالية بـ36.5 مليون دولار
وعلى مستوى الجوائز، أعلنت اللجنة المنظمة عن زيادة قيمتها 36.5 مليون دولار، في مؤشر واضح على الاهتمام المتزايد بالمسابقة ودورها في دعم المنتخبات العربية فنيًا وماليًا.
وخلال مؤتمر صحفي، كشف الرئيس التنفيذي للبطولة جاسم عبدالعزيز الجاسم أنّ مباراة الافتتاح ستجمع قطر بفلسطين على ملعب البيت، فيما يحتضن ملعب لوسيل النهائي.
وأشار إلى أنّ 30% من التذاكر التي بيعت حتى الآن كانت لجماهير من خارج قطر، مع إقبال لافت من الأردن والسعودية.
مجموعات قوية ومنافسة مرتقبة
وجاء توزيع المنتخبات الـ16 على أربع مجموعات كالتالي:
- المجموعة الأولى: قطر – فلسطين – سوريا – تونس
- المجموعة الثانية: المغرب – السعودية – عُمان – جزر القمر
- المجموعة الثالثة: مصر – الأردن – الكويت – الإمارات
- المجموعة الرابعة: الجزائر – البحرين – العراق – السودان
نسخة مرشحة لكسر القيود القديمة
بهذه التغييرات، تدخل البطولة مرحلة جديدة بملامح أكثر رسمية وجاذبية، تضع كأس العرب في سياق تنفسي أوسع وتأثير رياضي أكبر.
الدوحة تستعد إذن لاحتضان نسخة استثنائية… والمنتخبات العربية أمام موعد كروي واعد قد يغيّر نظرة العالم إلى البطولة.
