قبل أسابيع قليلة من ضربة البداية لكأس العرب 2025 في قطر، يجد المنتخب التونسي نفسه أمام تحدٍّ معقّد: التحضير للقب طال انتظاره في ظل غيابات ثقيلة فرضتها أندية اللاعبين المحترفين، لتتحول القائمة الرسمية التي أعلن عنها سامي الطرابلسي من مصدر طمأنينة… إلى محور جدل واسع.

غيابات تهزّ الثوابت

أولى الصدمات جاءت من إنجلترا: بيرنلي يرفض تسريح حنبعل المجبري، اللاعب الذي أصبح أحد أبرز عقول خط الوسط التونسي. غيابه يترك فراغًا في صناعة اللعب ويضع المدرب أمام معادلة صعبة لتعويضه في منظومة الفريق.

وفي أوكرانيا، القرار نفسه تكرر: شاختار دونيتسك يغلق الباب أمام علاء غرام، أحد أهم المدافعين الصاعدين خلال السنوات الأخيرة. ومع تقلب مستويات الخط الخلفي، يبدو هذا الغياب أكثر إيلامًا في بطولة تُلعب على تفاصيل صغيرة.

أما في روسيا، فقد جاء الرفض "مؤجلاً": نادي تيريك غروزني وافق على تسريح نادر الغندري… ولكن يوم 7 ديسمبر، أي بعد انطلاق البطولة بستة أيام. عمليًا، المنتخب سيبدأ المسابقة دون أحد أكثر لاعبيه نضجًا في وسط الميدان.

ورغم العواصف… بصيص أمل

وسط هذه الإرباكات، حملت القائمة الرسمية وجهاً جديداً يثير التفاؤل: إسماعيل الغربي، لاعب أوغسبورغ الألماني. موهبة شابة تمتاز بالسرعة والقدرة على اختراق الخطوط وصناعة الحلول، في وقت يبدو فيه المنتخب في أمسّ الحاجة إلى الإبداع.

الغربي قد لا يكون "التعويض الفوري" لحنبعل أو الغندري، لكنه إضافة قادرة على تغيير ديناميكية وسط الميدان، وإضفاء الحيوية التي يبحث عنها الطرابلسي.

معركة اللقب… بين الطموح والواقع

تونس تدخل كأس العرب 2025 بنية واضحة: محو حسرة وصافة 2021، واستعادة صورة المنتخب الذي لا يتراجع أمام أي منافس. غير أن الطموحات الكبيرة تصطدم بمعضلة اللاعبين المحترفين الذين أصبح تسريحهم أكثر تعقيدًا من قبل، في ظل صراعات الرزنامة الأوروبية وكثافة المواسم.

ورغم ذلك، فإن النسور تاريخيًا اعتادوا لعب الأدوار الأولى حين تكون الظروف معقدة. فهل تكون قطر 2025 نسخة "القلب والعزيمة"، أم أن الغيابات ستفرض إيقاعها على المشوار العربي؟

تونس تستعد… الجماهير تنتظر… والنسور أمام اختبار حقيقي لإثبات أن البطولة يمكن الفوز بها حتى في أصعب الظروف.