✍️ تقرير خاص
لم يكن تتويج باريس سان جرمان بدوري أبطال أوروبا حدثًا عابرًا في تاريخ الرياضة الفرنسية، بل لحظة تاريخية انتظرها عشاق النادي لسنوات طويلة. ولكن خلف صور الفرح والانتصار، كانت هناك مشاهد صادمة من الفوضى والعنف، وضعت الشرطة الفرنسية تحت المجهر وأثارت تساؤلات عن جاهزية الدولة لتأمين الأحداث الكبرى.
⚽ إنجاز رياضي تاريخي
فاز باريس سان جرمان على إنتر ميلان الإيطالي بنتيجة ساحقة 5-0 في النهائي الذي أقيم في ميونيخ، محققًا حلم جماهيره بإحراز لقب دوري الأبطال لأول مرة في تاريخه. وعند عودة الفريق إلى العاصمة، احتشد أكثر من 100 ألف مشجع في جادة الشانزليزيه احتفالًا بهذا الإنجاز.
لكن خلف الستار، كانت هناك قصة أخرى.
🚨 أرقام أمنية صادمة
أعلنت السلطات توقيف 79 شخصًا ليلة الأحد-الاثنين بسبب أعمال عنف وشغب خلال الاحتفالات. وقال قائد شرطة باريس لوران نونييز إن هؤلاء "لم يكونوا من مشجعي سان جرمان الحقيقيين" بل "أفراد تحركهم دوافع خبيثة".
أما ليلة السبت-الأحد، فقد شهدت اعتقال 563 شخصًا بينهم 491 في باريس وحدها، مع احتجاز 307 منهم لاحقًا. وتم نشر أكثر من 5000 شرطي ودركي لتأمين العاصمة وضواحيها، لكن حجم الحشود والانفلات الأمني شكل تحديًا ضخمًا للسلطات.
🩸 دماء في قلب الفرح
زاد الوضع قتامة بوفاة قاصر (17 عامًا) طعنًا بسكين في داكس (جنوب غرب)، إضافة إلى مقتل شاب في العشرينيات من عمره في باريس. تحولت الاحتفالات إلى مأساة وأثارت حوادث القتل نقاشًا ساخنًا حول مسؤولية السلطات وحول انتشار العنف خلال المناسبات الرياضية.
📊 آراء وتحليلات
يقول خبير الأمن الفرنسي بيار لوفيفر إن "فرنسا تمر بفترة حساسة جدًا مع اقتراب أولمبياد باريس 2026، وهذه الأحداث تشكل ناقوس خطر حقيقي". ويضيف: "ليس كافيًا نشر الآلاف من رجال الشرطة، بل يجب أيضًا العمل على خطط استباقية لضبط الحشود ومنع تسلل العناصر التخريبية".
من جهته، يرى عالم الاجتماع الرياضي فرانسوا دوفور أن "عنف الملاعب ومحيطها هو ظاهرة متكررة في أوروبا كلها، ويجب عدم اختزالها في موضوع أمني فقط، بل التفكير أيضًا في أسبابها الاجتماعية والسياسية".
🛡️ ماذا بعد؟
تواجه فرنسا الآن تحديًا مضاعفًا: الحفاظ على صورة الانتصار الرياضي المشرقة مع معالجة تداعياته الأمنية القاتمة. فهل تنجح في استخلاص الدروس قبل الأولمبياد؟ وكيف ستضمن ألا يتحول كل انتصار رياضي مستقبلي إلى مسرح للفوضى؟
