تونس تُطلق مؤشرات الثقافة 2030: الثقافة تتحوّل إلى محرّك أساسي للتنمية المستدامة
تُختتم غدًا الأربعاء 17 سبتمبر 2025 بقاعة المبدعين الشبان بمدينة الثقافة “الشاذلي القليبي” بالعاصمة، أشغال الورشة الوطنية الأولى حول تقديم وتنفيذ مؤشرات الثقافة 2030، التي امتدت على مدار ثلاثة أيام تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، وبمبادرة من منظمة اليونسكو، وبدعم من الاتحاد الأوروبي وبالشراكة مع بلدية تونس.
وشهدت الورشة مشاركة ممثلين عن الاتحاد الأوروبي واليونسكو وبلدية تونس، إلى جانب عدة وزارات ومؤسسات عمومية ومنظمات مجتمع مدني وثلة من إطارات وزارة الشؤون الثقافية.
🔹 وفي تصريح لـ"الصباح"، أكد نعمان الحمروني، المدير العام لوحدة التصرف حسب الأهداف بوزارة الشؤون الثقافية، أن هذه المبادرة تهدف إلى إرساء إطار مرجعي جديد لقياس مساهمة الثقافة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، عبر مؤشرات كمية ونوعية تساعد على إدماج الثقافة بشكل أفضل في السياسات العمومية والاقتصادية والاجتماعية. كما تمثل الورشة فرصة لتدريب الفاعلين المحليين والوطنيين على جمع وتحليل البيانات الثقافية ووضع خارطة طريق وطنية لتطبيق المؤشرات.
🔹 كما كشف الحمروني أن وزارة الشؤون الثقافية أعدّت مخطط التنمية الثقافية (2026 – 2030)، الذي يعتبر الثقافة موردًا استراتيجيًا للتنمية. ويتضمّن المخطط مشاريع كبرى، من بينها:
- إعداد الخارطة الوطنية للموارد الثقافية والإبداعية لتوجيه الاستثمارات العمومية والخاصة.
- تطوير السياحة الثقافية الذكية.
- إطلاق حوالي 20 مؤسسة ناشئة وشركة أهلية في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية.
- تحويل التظاهرات الثقافية إلى منصات اقتصادية لتسويق الخدمات والمنتجات الثقافية.
- برامج تكوينية موجهة للشباب في ريادة الأعمال الثقافية.
🔹 من جانبه، شدّد ممثل اليونسكو على أن تونس تُعدّ من الدول الرائدة إقليميًا في تبنّي مؤشرات الثقافة 2030، معتبرًا أنّ هذا التوجه يعكس إرادة حقيقية لجعل الثقافة رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومحطة أساسية لبناء شراكات دولية جديدة.
الورشة شهدت أيضًا جلسات علمية وتفاعلية قدّم خلالها خبراء تونسيون ودوليون تجارب مقارنة من بلدان أخرى، مع استعراض خصوصيات التجربة التونسية. وقد توجت النقاشات بجملة من التوصيات العملية لتعزيز إدماج الثقافة في السياسات العمومية وصياغة خطة متابعة وطنية للمؤشرات خلال السنوات القادمة.
✍️ منصف كريمي
