استهل المنتخب التونسي لكرة القدم، مساء الأحد 5 أكتوبر 2025، تربصه التحضيري بالعاصمة، استعدادًا للمواجهتين القادمتين أمام ساوتومي وناميبيا يومي 10 و13 أكتوبر بملعب حمادي العقربي برادس، لحساب الجولتين التاسعة والعاشرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 بكندا والولايات المتحدة والمكسيك.

ورغم أن بطاقة التأهل قد حُسمت مبكرًا لصالح نسور قرطاج بتصدرهم المجموعة الثامنة برصيد 22 نقطة، متقدمين على ناميبيا (15 نقطة) وليبيريا (11 نقطة) ومالاوي وغينيا الاستوائية (10 نقاط لكل منهما) فيما بقي رصيد ساوتومي خاليًا، فإن الجهاز الفني بقيادة جلال سامي الطرابلسي شدّد على أنّ الهدف من التربص الحالي هو الارتقاء بالجاهزية البدنية والفنية للاعبين، إضافة إلى اختبار بعض الحلول التكتيكية تحسبًا للمونديال.

وانطلقت الحصة التدريبية الأولى بإحدى القاعات الرياضية بمقر الإقامة في قمرت، بمشاركة ثمانية لاعبين في انتظار اكتمال النصاب اليوم الاثنين. وقد حضر كل من عيسى العيدوني، نعيم السليتي، فرجاني ساسي، منتصر الطالبي، فراس شواط، محمد علي بن رمضان، فراس بالعربي، ونور الدين الفرحاتي.

ويُتوقع أن تحمل الحصص المقبلة مزيدًا من العمل الميداني على أرضية ملعب حمادي العقربي، مع التركيز على الانسجام بين مختلف الخطوط وتجهيز التوليفة الأساسية التي سيعتمد عليها الطرابلسي في اللقاءين القادمين. ورغم الطابع الشكلي للمباراتين، فإن الفني التونسي اعتبر أنّ الحفاظ على النسق الانتصاري و"ثقافة الفوز" يظلّ عنصرًا أساسيًا في بناء شخصية المنتخب.

وتحظى استعدادات المنتخب بمتابعة جماهيرية كبيرة، خصوصًا وأنّ المشاركة في مونديال 2026 ستكون السادسة على التوالي، وهو رقم قياسي يؤكد مكانة كرة القدم التونسية في الساحة الإفريقية. كما يشكل التربص فرصة لمتابعة تطور أداء بعض اللاعبين العائدين من إصابات أو الباحثين عن ضمان أماكنهم في القائمة النهائية.

وبهذا، يبدأ العدّ التنازلي لتجربة جديدة في مسيرة النسور، حيث يأمل الشارع الرياضي أن تترجم هذه المرحلة التحضيرية إلى مشاركة مشرفة في المونديال، تُعيد كتابة التاريخ وتمنح الجماهير لحظات استثنائية طالما حلمت بها.