تونس، 13 ماي 2025 – في لحظة فارقة من تاريخ النادي الإفريقي، اختار سوسيوس النادي الإفريقي أن يُصدر بيانًا رسميًا، ليس فقط للتعبير عن قلقه من أزمة متصاعدة داخل الهيئة المديرة، بل ليُذكّر الجميع – إدارةً، جماهير، ومستشهرين – بأنّ الإفريقي ليس حلبة لتصفية الحسابات، بل مؤسسة عريقة تستحق تسييرًا محترفًا وشفافًا.
البيان جاء على خلفية الأزمة المفتوحة بين رئيس النادي هيكل دخيل والمستشهر الأول فيرجي شمبرز، والتي اتخذت أبعادًا خطيرة تهدّد مستقبل الشراكة المالية والاستقرار العام للفريق. ورغم محاولات التعتيم، فإنّ سوسيوس الإفريقي قرّر أن يضع النقاط على الحروف.
🔎 السوسيوس ليس صوتًا معارضًا... بل ضمير النادي
منذ تأسيسه، لم يكن سوسيوس النادي الإفريقي مجرّد مبادرة دعم مالي، بل كان دائمًا قوة اقتراح ورقابة، ومكوّنًا إصلاحيًا داخل المنظومة. وقد كان له دور محوري في حماية النادي من الانهيار المالي خلال السنوات الأخيرة، من خلال تعبئة الموارد، والضغط من أجل احترام المعايير الدولية في التصرف والتسيير.
ففي أكثر من مناسبة، تدخل السوسيوس لإنقاذ النادي من عقوبات الفيفا، وتكفّل بخلاص خطايا ثقيلة، ناهيك عن تنظيم حملات دعم استثنائية، ومرافقة اللاعبين الشبان، والمطالبة بإنشاء لجنة تدقيق مالي مستقل.
🧭 الحوكمة... أو القطيعة؟
اللافت في البيان أنّه لم يكن دفاعًا عن طرف ضد آخر، بل تأكيدًا على مبادئ: الشفافية، المحاسبة، المهنية، واحترام الجماهير. وقد اعتبر السوسيوس أن مطالب السيد فيرجي شمبرز المتعلقة بإعادة الهيكلة والحوكمة هي مطالب مشروعة، لكنّه في الآن ذاته رفض أن يتمّ توظيف هذا المطلب كورقة ضغط أو وسيلة ابتزاز في صراع النفوذ داخل الفريق.
إنّ ناديًا بحجم الإفريقي لا يمكن أن يُدار بالولاءات أو ردود الفعل، بل بمنطق المؤسسات. وهذا ما شدد عليه السوسيوس بقوله إنّ تصفية الحسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمر لا يليق بتاريخ الفريق.
🤝 صف واحد خلف الإفريقي
في ختام البيان، أعاد السوسيوس التأكيد على وقوفه إلى جانب جماهير النادي الإفريقي التي وصفها بـ"الدرع الواقي"، معتبرًا أن الخروج من الأزمة ممكن، شريطة التخلّي عن الحسابات الشخصية والاحتكام إلى المصلحة العليا للنادي.
🗣️ رسالة لمن يهمّه الأمر: الإفريقي ليس غنيمة
ما يجري اليوم داخل جدران النادي ليس مجرد أزمة عابرة، بل لحظة اختبار حقيقية. فإمّا أن تعلو المصلحة العامة، وتتم محاسبة كل من تورّط في المسّ بسمعة النادي، أو يدخل الإفريقي في نفق مظلم لا يخرج منه إلا بإرادة جماعية صادقة، تقودها قوى حقيقية مثل سوسيوس النادي الإفريقي.